يعتبر عنصر الحديد من العناصر الهامة للطفل حتى قبل الولادة إذ تتراوح كمية الحديد الإجمالية في جسم المولود الجديد حديث الولادة، ما بين1/2 إلى 1 غرام، بينما تبلغ هذه الكمية في البالغين ما بين 4.5 إلى 5 غرامات. ولكي يبني المولود الجديد هذا النقص في الاحتياطي من مادة الحديد يلزمه يومياً ما يعادل 1 ـ 1.5 ملغم من هذه المادة، وذلك طيلة فترة حياته. وبما أن الأمعاء لا تمتص سوى 10% فقط من الحديد، يجب أن تحتوي الوجبة الغذائية لأي طفل على كمية من الحديد لا تقل عن (10 ـ 15) ملغم يومياً. ويتم امتصاص الحديد في الجزء الأدنى من الأمعاء الدقيقة proximal ، وبالتحديد في الاثنى عشر duodenum والصائم jejunum ومن أهم العوامل التي تساعد على امتصاص الحديد زيادة حاجة الجسم له حموضة المعدة توفر فيتامين "سي" هناك عوامل تقلل من امتصاصه وتتمثل في زيادة إفراز القلويات من البنكرياس وجود عنصر الفوسفات أي سبب آخر قد يؤدي إلى خلل في الأغشية المخاطية المبطنة لجدار الأمعاء الدقيقة والتي تؤدي إلى عرقلة عملية الامتصاص العمليات الجراحية للمعدة والأمعاء التي تقلل من مساحة سطح الامتصاص.توزيع الحديد ويتم توزيع الحديد الممتص في الدم، إلى عدة جهات في الجسم، منها الهيموغلوبين أو خضاب الدم الذي يشكل ثلثي حديد الجسم تقريبا، لذلك يعتبر فقدان الدم عن طريق النزف وغيره من الأسباب هو أحد أهم الأسباب لفقدان الحديد مما يؤدي إلى الأنيميا. عدم تناول الأطعمة المليئة بالحديد والتي تعتبر مصدرا رئيسيا للحصول عليه، حيث يوجد الحديد بكثرة في اللحوم، وبكمية أقل في الخضراوات أما الحليب فهو فقير به جدا (كمية الحديد لا تتجاوز نصف ملغ في لتر من حليب). وجود خلل مرضي في امتصاص الحديد من الأمعاء، كما يحدث بسبب استئصال جزء من المعدة جراحيا، أو بسبب بعض الأمراض التي تؤثر على بطانة الأمعاء، أو بعض الأمراض المعوية المزمنة كالمرض الجوفيceliac disease أو الالتهابات المعوية وغالبا ما تظهر أعراض فقر الدم بنقص الحديد في الأطفال ما بين الشهر التاسع إلى الشهر الرابع والعشرين من العمر، ولعل من أهم أعراض وعلامات هذا المرض الشحوب والذي يكون ملاحظا في الحالات الشديدة من فقر الدم في الأغشية المخاطية لملتحمة العين، وفي الشفاه، وفي راحة الكفين، وسرير الظفر إذا تقدم المرض فيكون الشحوب واضحاً في جميع أنحاء الجلد. كثير من الناس المصابين بفقر الدم ليست لديهم أعراض البعض الآخر قد يشعرون بالإرهاق وصعوبة التنفس وضعف الشهية وفي حالات أقل قد يشعرون بالصداع والطنين في الأذن، وتغيير في مذاق الأطعمة (إما نقص في المذاق أو الإحساس بوجود مذاق سيئ) والإقبال بشراهة على تناول الثلج أو الأطعمة غير العادية. العلامات الأكثر وضوحا في الحالات الشديدة جدا والطويلة الأمد في نقص الحديد فتشمل تشكل الأظافر بشكل يشبه الملعقة أو تقصف الأظافر وتسطحها مع ظهور خطوط طولية، والتهاب اللسان، وفي حالات نادرة قد يعاني المريض من صعوبة في البلع نتيجة لالتهاب البلعوم وضعف عضلات البلعوم. عندما يحدث نقص في حديد الجسم، فإن التغيرات تحدث وفق تسلسل معين، وأول من يتأثر هي المخازن، فيقل الصباغ الحديدي الموجود في نخاع العظم أو يختفي تماماً، كما يقل البروتين المرتبط بالحديد في مصل الدم من ثم تحدث تغيرات الدم فتقل نسبة الحديد في مصل الدم وتزداد نسب الإشباع الكلية للحديد في الدم وتقل النسبة المئوية للإشباع ثم يبدأ الهيموغلوبين في الدم بالنقصان بالتدريج وبالتالي تحدث التغيرات الدموية المشهورة في شكل الكروية الحمراء،فتصبح الكروية صغيرة الحجم، ناقصة الصباغ ، وتقل جميع المقادير المطلقة للكروية الحمراء ومن أهم طرق العلاج تعويض الحديد عن طريق الغذاء أما من الناحية الكيميائية تعتبر أملاح الحديد التي تعطى عن طريق الفم هي المفضلة في العلاج، فهي غنية بالحديد، وسهلة الامتصاص، ورخيصة الثمن، وقليلة الأعراض الجانبية وتوجد على صورة قطرات للرضع، وشراب للأطفال يستمر العلاج حتى تعود مؤشرات الدم إلى المعدل الطبيعي نضيف فترة (4 ـ 6) أسابيع لملء المخازن الفارغة آخر من تأثر بنقص الحديد (وهي الإنزيمات) هي أول من تنتعش بالعلاج، ويتم ذلك في غضون (12ـ 24) ساعة، حيث تتحسن الشهية، وتتلاشى الأعراض العصبية. ثم تبدأ معطيات الدم بالتحسن، ويستغرق ذلك فترة تتراوح من (36 ساعة) إلى (شهر)، ويرتفع الهيموغلوبين في الدم، وتأخذ الكريات الحمراء صفاتها وأشكالها الطبيعية. ثم تبدأ المخازن الفارغة بالامتلاء، وهذه آخر مرحلة في العلاج، وقد تستغرق من شهر إلى ثلاثة أشهر لذا يجب إن تجنيب أطفالنا في المراحل المبكرة نقص الحديد أثناء الحمل والشهور الأولى من حياته لخطورته على الصحة العامة لجسم الطفل وتأثيره على النمو وذلك بالغذاء المتزن والغني بالحديد والعناصر المغذية الأخرى.
موضوع جميل فعلاً ويحتوي على معلومات غزيرة عن انيميا الاطفال وعلاجها.. د. فهد شكراً لك على موضوعك الرائع.. تحياتي