أثيرت الأشهرالماضية قضية في غاية الأهمية ولها أبعاد كثيرة أهما البعد الإنساني والصحي والاجتماعي وهي قضية الزواج بصغيرات السن والتي لا تتجاوز أعمارهن العشر سنوات .أن الزواج المبكر يعد من العادات والتقاليد المتأصلة في المجتمع ولا شك أن دوافع ومسببات هذا السلوك مرتبط ومتداخل بشكل أو بأخر مع ما استعرض ونوقش سابقاً من عادات وتقاليد. على سبيل المثال وراء الموروث والتقليد والرغبة في تحصين الفتاة والتخلص من أعبائها الاقتصادية والاجتماعية وإشباع النواة البهيمية الخاصة بالرجل ربما تكون ضمن الأسباب الرئيسية وراء شيوع هذه العادة، من حيث ترسيخ ممارسة العنف ضد المرأة فهي تأتي من زوايا كثيرة بعضها متعلق بالأضرار الجسدية الكبيرة الذي يفرضه إقامة علاقة زواج بين رجل مكتمل الذكورة في أغلب الحالات وفتاة صغيرة السن لم يكتمل بعد نمو مكوناتها الجسدية والعقلية والعاطفية التي تساعدها على إقامة علاقة زوجية عاطفية طبيعية وكذلك قدرتها الجسدية على الحمل والإنجاب ورعاية طفلها بشكل سليم وبسبب القصور في النضج الجسدي قد تتعرض لصعوبات كبيرة أثناء الحمل والولادة وقد تتعرض لبعض العمليات الجراحية والتمزيقات الجسدية لتسهيل ولادتها كما قد تدفع حياتها ثمنا لمثل هذه التجارب. وإذا ما سلمت نوعاً من هذه المتاعب، فقد تواجه العنف المادي والمعنوي من قبل زوجها وأسرتها لجعلها ترضخ لمشيئة زوجها وطباعه. ويمكن فهم حجم هذه المشكلة بشكل افضل عندما يعرف الباحث أو القارئ أن اغلب النساء اللاتي يتزوجن في سن مبكرة هن من الأميات أو ممن حصلن على تعليم محدود وتسربن من الدراسة في مرحلة التعليم الأساسي، وتشير الإحصائيات السكانية أن النساء الأميات يتزوجن في اليمن قبل سن السادسة عشرة بينما تتزوج المتخرجات من الثانوية العامة في الغالب في سن الثامنة عشر والجامعيات بعد سن الرابعة والعشرين. إن البنات المتزوجات في سن مبكر يتعرض لضغوط اجتماعية تؤثر بشكل عام على صحتهن فالفتاة التي لم يكتمل نضوجها النفسي ولم تكتسب الشخصية والهوية والثقة بالنفس ومازالت بعد بحاجة إلى الدعم والتفهم من قبل الأهل والأقرباء حيث لم تستطع أن تكمل مرحلة النمو النفسي نتيجة الزواج وتصبح عرضة لمسئوليات الزواج والأسرة والأولاد فهي تضطر لقبول ما يقرره لها الآخرون سواء الزوج أو أهله أو أهلها، وعادة ما يكون تقييمها لنفسها سلبيا من ناحية أدائها كزوجة وأم وتتعرض الفتاة لضغط نفسي بعد الزواج إذ يختلف الواقع عن التوقعات التي كانت تحلم بها فتجد أن الزواج ليس مجرد رفاهية وراحة وليس هو الذهب والملابس الجميلة والحلي بل هو أعباء ومسئوليات هي ليست مستعدة لها على اكمل وجه. لذا يصعب عليها أن تلم بحقوقها وواجباتها الأسرية على الوجه الأكمل وخصوصاً مرحلة المراهقة هي مرحلة تبدو أحيانا في غاية الصعوبة من حيث عدم الاستقرار العاطفي والنفسي والفكري وتقع ضحية العنف الأسري من قبل شريكها وبعضهن يعتقدن أن هذا العنف طبيعي وان الضرب واجب وتشير الدراسات والإحصاءات إلى أن للزواج المبكر الكثير من الانعكاسات السلبية على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، حيث تؤكد معظم الدراسات على أن الزواج المبكر يسهم في تكريس الأمية والفقر في المجتمع اليمني بشكل عام وبين النساء بشكل خاص كما أنه عامل أساسي من عوامل ارتفاع نسبة الخصوبة في المجتمع اليمني، وله آثار سلبية صحية وخيمة على صحة الأطفال والأمهات في نفس الوقت، وغيرها من الآثار السلبية في المجتمع اليمني. إن النساء في المجتمع اليمني أكثر تضررا من النمو السكاني غير المتكافئ مع موارد المجتمع، بل وفي حالة النساء تبدو العلاقة بين الفقر والمتغيرات السكانية أكثر وضوحاً وارتباطاً من حيث الأثر والتأثير، فالمرأة تفرض عليها العادات والتقاليد الزواج المبكر وبالتالي الحرمان من التعليم ويقود الزواج المبكر إلى الخصوبة العالية كما أنها عرضة لأمراض سوء التغذية، والإنجاب المتكرر وتغييب فكرة تنظيم الأسرة بين النساء الفقيرات أن من الأمور المهمة الضرورية في تمكين المرأة ودعم قدرتها في المجال الاقتصادي تنمية أوضاع المرأة في المجال الصحي ودعمها في مجال الصحة الإنجابية وذلك بمناولتها وتمكينها من الخدمات الصحية الأولية والرعائية ووصولها إلى المرافق الصحية والعناية بتغذيتها مع التركيز على قضايا المرأة الصحية الإنجابية التي تؤثر كثيرا في أوضاعها ومكانتها وصحتها ابتداء من الزواج المبكر(غير المؤهل) والإنجاب المتكرر (الخصوبة العالية) التي تصل اليوم إلى 6.1مولودا حيا لكل امرأة منجبة في المتوسط وعن العلاقة بين الزواج المبكر وتأنيث الفقر في المجتمع اليمني فقد أكدت العديد من الدراسات العمل على أن الزواج المبكر يعد من الأسباب الرئيسية لفقر المرأة. د.فهد محمود
د. فهد محمود أشكرك على موضوعك الرائع.. وزواج القاصرات مشكلة إجتماعية حقيقية في اليمن.. لفتيات تجبرهن عائلاتهم على الزواج المبكر.. والظاهرة في إتساع خصوصا في أوساط العائلات الفقيرة. سلمت يداك ياصديقي.. تحياتــــــــــــــــي..
