مطبوعات الجرافيك : إن فن الجرافيك بما يحتويه من أساليب طباعية متعددة يعتبر مجالاً متميزاً بين سائر مجالات الفن التشكيلي فهو يتيح للفنان مجالاً واسعاً لاختيار الأسلوب الطباعي وما يرتبط به من تقنيات مما يوجد فرصاً متنوعة للتعبير ومن خلال تجارب فنية متعددة. ونجد أن تلك المرونة ترتبط في جميع الأحوال بجانبين رئيسين أولهما وهو السطح الطابع والذي يجري عليه الفنان خطواته في تحضير وتجهيز الرسم أو التلوين الفني أو التصميم المراد طباعته بما يتلاءم مع طبيعة ذلك السطح الطابع معدنياً أو خشبياً أو حجرياً أو مطاطياً أو نسجياً فهو بذلك يعتبر السطح الناقل لتفاصيل العمل الفني المراد طباعته. أما الجانب الثاني فهو السطح المطبوع وقد يكون مصنوعاً من الورق أو الكرتون أو الجلد أو القماش أو غيره. ومن الممكن استخدام أكثر من خامة في تحضير السطح الطباعي بطباعة تصميم أو تكوين فني واحد وفقاً لوجهة نظر الفنان أو القائم بالعمل وذلك للحصول على نسخة طباعية واحدة، كما أنه من الجدير بالذكر أن الفنان له القدرة على استحداث سطح طباعي غير معتاد للحصول على تأثير فني خاص يستطيع من خلاله التعبير عن محتوى العمل الفني بشكل مميز. ومن جانب آخر نجد أن التطور التقني الهائل في مجال الطباعة قدم للفنان مخترعات تكنولوجية أفادت بشكل واسع في إجراء عمليات الطباعة، مما أسهم في تحقيق مخيلات الفنان إلى واقع فني ملموس. ومن الجدير بالذكر أن العوامل التي أسهمت في تطور هذا المجال هي اختراع ماكينة الطباعة، والزيادة المطردة في الجرائد ذات الرسوم المعتادة Illustrated Journal ومخترعات التصوير الفوتوغرافي وزيادة الاعتماد على المصق المطبوع كوسيلة اتصال مرئي جماهيري كمي. ويشمل فن الجرافيك المطبوع أنواعا عديدة وهي الطباعة البارزة والطباعة الغائرة والطباعة المستوية والطباعة المسامية. ويمكن التنوع في استخدام أكثر من أسلوب طباعي والعديد من الخامات الطباعية من خلال ما يسمى بطابعة الوسائط المتعددة كما يوجد اتجاه فني طباعي لإنتاج نسخة وحيدة وهو الطباعة الأحادية. وفي مجال الطباعة البارزة تتم عملية الطبع من خلال ترجمة العمل الفني أو التصميم إلى مستويين أحدهما بارز والآخر غائر، حيث يتم تحديد السطح البارز لأخذ الطبعة من عليه على السطح المطبوع ومن أقدم ما يمكن مشاهدته في الطباعة البارزة عند الآشوريين باستخدام القوالب الصلصالية، وكذلك عند الإغريق والرومان باستخدام الطابعة البارزة من خلال الأسطح الحجرية الثمينة وكانت تستخدم للتعبير عن رمز السلطة. أما الطباعة الغائرة فتعتمد على صغر السطح المغذى من النحاس أو الحديد أو الزنك حيث يتم بعد ذلك تجهيز السطح الطباعى بإكماله ثم يسحب الحبر عليه جيداً بحيث يتخلل الحبر المسام المحفورة، وتخلو المساحات غير المحفورة من الحبر الطباعي ويتم الطبع من خلال إجراء عملية ضغط تمكن الحبر من الانتقال من تلك المسام المحفورة إلى السطح المطبوع ناقلة ترجمة كاملة لتفاصيل العمل الفني، ويلاحظ في النتيجة الطباعية ظهور حدود السطح الطابع وبروز حواف الحبر المطبوع.وهناك أساليب متعددة في الطباعة الغائرة مثل الخدش Etching ، والحفر Engraving ، والحفر بسن الإبرة مباشرة Dry Point، والميزوتينب Mezzotint ، والأكواتينت Aqautint. إن اختلاف وتنوع كيفية تحديد السطح الطباعي وسحب الحبر عليه يعني أنه من الممكن وجود قدر من الاختلاف بين النسخة الطباعية والتى تليها ووجود مجال رحب لتوظيف قيم متغيرة للدرجة اللونية أو الظلية في إيجاد انطباعات متنوعة.وتجدر الإشارة إلى أن إمكانية تغير سطح الورق المطبوع له دور كبير في المحصلة النهائية وذلك تبعاً لتغير ملمس الورق ودرجة امتصاصه للحبر المطبوع. أما عن الطباعة المستوية Plano graphic Processe فهي فيما يتعلق بالطباعة من على سطح مستو وليس من على الحفر أو السطح البارز أو المحفور بواسطة الأحماض، وإنما اعتماداً على خاصية تنافر المواد الدهنية مع الماء كيميائياً حيث يتم رسم العناصر الشكلية باستخدام وسيط دهني، ثم يتم إغمار السطح بالماء حيث يستقر فقط في الأماكن التي لم تتعرض للوسيط الدهني، وفي المرحلة التالية يتم سحب الحبر الدهني على السطح الطباعي المستوي، فنجد أن الحبر يستقر فقط في الأماكن التي لم يستقر بها الماء وفي النهاية يتم وضع الورق بشكل ملامس للسطح الطباعي ويتم إمرار الاثنين معا من خلال آلة طبع كابسة تعمل على ضغط ظهر الورق ليستقبل الحبر من على السطح الطباعى. فن الجرافيك.. من الخشب إلى الكمبيوتر 2001/08/5 هيام السيد أدى التوسع الصناعي الذي حدث في القرن التاسع عشر إلى انتشار طباعة الملصقات الملونة بسهولة وبتكلفة قليلة، وكانت مؤسسة (رستون) في باريس واحدة من المؤسسات الرائدة في طباعة هذا النوع من الفن؛ فأنتجت ملصقات ملونة يعود تاريخها إلى عام 1845م. ويعتبر الفنان الإنجليزي (أوبرى بيردسلي) الذي قدم ملصقات ذات تأثير كبير، واحدًا من المصادر الرئيسية لفن الملصق؛ لما امتازت به أعماله من رشاقة وخطوط متفائلة جميلة. ولقد ظلت إنجلترا والولايات المتحدة خلال هذه السنوات بالنسبة لفن الملصق تدين في تطورها ونموها إلى الحركة الفرنسية التي كانت ذات تقاليد فنية واضحة. وحوالي عام 1900 ومع بداية القرن العشرين تبلور فن الملصق في هولندا وألمانيا والنمسا، وأصبحت فرنسا تواجه منافسة حقيقة في زعامتها لهذا الفن. الفن المُوجَّه كذلك، فإن الاتجاهات الحديثة والمدارس المعاصرة ظهرت في فن الملصق، وقد بدأ الملصق منذ البداية مرتبطًا بالمبدأ التجاري، ثم تنوعت أغراضه في الوقت الحاضر؛ حيث ظهر الملصق السياسي ضد الحروب والاستعمار وتوعية الجماهير وتوجيهها نحو البناء والنظام والعمل، وقد كان لهذا الفن أثر بالغ في الثورات الشعبية في معظم دول العالم. وإذا كان فن الإعلان قد بدأ باستخدام أنواع بسيطة من الطباعة عند نشأته؛ لأنها كانت السبيل الوحيد للطباعة فإنه في العصر الحديث وبظهور الفوتوغرافيا قد استفاد بتلك الإمكانية فاستعملها بطرق شتى؛ فظهرت فنون وطرق مستحدثة تعتمد أساسًا على استخدام التصوير الفوتوغرافي الآلي. الصحافة: Journalism ارتبط ظهور الصحافة واستمرارها على هذا النحو بفن الجرافيك؛ لأنها أولاً وأخيرًا مادة مطبوعة تعتمد على فنون الرسم وفنون الطباعة المرتبطة بهذا الفن اعتمادًا كليًا وجزئيًا، سواء ما يتم في (الصحف اليومية) ذات الانتشار الجماهيري الواسع، أو في المجلات الدورية منها والعملية، أو التي تقوم على نشر الثقافة العامة. وقد بدأت الحركة الفنية المعاصرة متعالية على العمل الصحفي، حيث كان الفنانون يعزفون عن ممارسة الرسم في الصحافة؛ لاعتقادهم أن محراب الفن لا يتسع إلا لنطاق اللوحة ولا يبتعد عن الأستديو، وكان في ذهنهم أن الفنان الذي يمارس مثل هذه الأعمال هو كمن باع نفسه للشيطان باستثناء فن الكاريكاتير الذي كان له السبق في ذلك المضمار، إلى أن حدث في الثلاثينيات من ذلك القرن مع التقدم الفكري والفني ـ التلاحم المطلوب لكبار الفنانين، وكان لوجود الفنان الأسباني (خوان سانتس June Sintes) تأثير كبير في الصحافة، وأصبح بعد ذلك العمل الفني الصحفي لا يقل عن فن اللوحة، وأصبح لفنون الصحافة دور هام. وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: (الرسوم التوضيحية – رسوم الكاريكاتير – إخراج الصفحات) -1- الرسوم التوضيحية: Illustration وهى غالبًا ما تصاحب القصص الأدبية والشعر والعلوم والفنون والكتابات الدينية والفلسفية وكل ما يمكن توضيحه وتفسيره وتقريبه لذهن القارئ، وقد مارسها فنانون باقتدار، وأصبح هذا الفن يعكس اتجاهات ومذاهب الحركة التشكيلية.2- رسوم الكاريكاتير:كانت هناك ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في فرنسا حركة واضحة المعالم لفنانين فرنسيين رسموا الكاريكاتير في الصحف والمجلات، وكان منه السياسي الذي يطرح أهم القضايا ويقوم بدور تحريضي، وأيضا الكاريكاتير الاجتماعي الذي يتناول قضايا المجتمع فيقوم بالتوجيه والنقد الساخر البناء، كذلك الكاريكاتير الفكاهي الذي يتسم بروح الفكاهة والدعابة ويدخل السرور على نفوس القراء ويعكس طرافة الشعوب.3- الإخراج الفني: Layout هو فن تنسيق وتبويب الصفحات، ويُسمَّى الصف والتنضيد في بعض البلاد العربية، وتراعى فيه القيم التشكيلية عند توزيع الصور والخطوط والألوان، وشكل الخطوط وحجمها وكيفية إبراز الأخبار الهامة، كذلك تصميم الشكل العام للصحيفة أو المجلة أو الكتاب، وعن طريق المخرج الفني يتحدد الشكل العام والسمات الخاصة لكل صحيفة، ويصبح دور الرسام والمصور الفوتوغرافي هو دور المنفذ لشكل المساحة التي صدرها المخرج الصحفي لضبط هارمونية الشكل العام، ولكي يحقق ذلك بنجاح لا بد أن يكون فنانًا مؤهلاً؛ لأنه عندما يصمم شكل الصفحة يمر بذات التجربة الفنية التي يمر بها الفنان أمام اللوحة. الكتب: Books يساهم فن الحفر أكبر إسهام في صدور الكتاب بصورته المطلوبة من حيث التصميم المطبوع على أغلفة الكتب أو الرسوم الداخلية لها، سواء الرسوم التوضيحية أو التسجيلية أو أي رسوم تتبع المادة المكتوبة، وهذه الرسوم تأخذ ذات خطوات فن الحفر وبذات الخامات المستعملة في المعادن المحفورة بالحمض، وهو ما يعرف (بالكليشيه)، أو في الخطوات التي تلي ذلك وإن كانت تتولاها ماكينات حديثة لمراعاة الكم المطلوب. وقد بدأت رسوم الكتب تظهر مع ظهور ورق الكتابة متمثلة في المخطوطات الشهيرة منذ القدم، ولكن ما يهمنا الكتب المطبوعة. والحقيقة التاريخية تؤكد أن أول ظهور للحفر على الخشب كان عند الصينيين، وكان الصينيون يستعملون اللوحات الخشبية المحفورة في الزخارف الخاصة بطباعة الأقمشة، ثم انتقل هذا الفن إلى أوروبا، وتم استعماله في البداية في طباعة الأقمشة، ولكن الطباعة على الورق لم تأت إلا حوالي عام 1400م، ونجد الكتب الأولى المطبوعة ذات الرسوم والصور يدخل فيها فن الحفر، فقد كانت تطبع على ألواح الخشب المحفورة عليها الكتابة والرسوم. ولما كانت طريقة الطباعة على الخشب قاصرة على أعداد محدودة من النسخ؛ لذا تم التفكير في استخدام المعدن بدلاً من الخشب لصلابته. وفى القرن الثامن عشر ظهر نوع جديد من الطباعة والذي استغل في المطبوعات وهو الطباعة (الليثوجرافية)، ومع ظهور ماكينات الطباعة الحديثة والكمبيوتر ظهر تقدم في صناعة الورق فأتاح للفنانين تنوع الأساليب وحرية التعبير أيضا. ونجد كذلك أنه قد فتح الباب لكل مستحدثات التكنيك والألوان وكذلك معطيات التصوير الفوتوغرافي الذي استغله الفنان أروع استغلال في إثراء شكل الكتاب.
بنـــ بلادي ـــت أولاً انا سعيد بوجودك معنا رغم غيابك المتكرر ثانياً اشكرك على هذا الموضوع الجميل عن الجرافيك وصراحة هناك معلومات جديده اسمعها لأول مره.. وقد استفدت كثيراً من الموضوع لكِ ودي