السلامـ عليكمـ يسعدني أن أنقل لكم من تراثنا الآدبي الجميل ، ونوادره الخالده وتحفه النادرة التي لم ننفك نرددها في كل حين . . هذه النادرة التي تشبه قصة شخص ليس عني ببعيد حصلت له ولكن باسلوب عصري وهو الان في غاية الحزن ارجو ان تصدقوني فقد حصل لهذا الشخص الذي اعرفه كل المعرفه ماحصل لهذا المعلم الذي ستعرفو قصته الان اليكم القصه ساااام حكي عن الجـــــــــــــــــــاحظ أنه قال: ألفت كتاباً في نوادر المعلمين ومـا هـم عليـه مـن التغفل ثم رجعتُ عن ذلك وعزمت على تقطيع ذلك الكتاب فدخلتُ يوماً مدينة فوجدتُ فيها معلماً في هيئة حسنة فسلمتُ عليه فرد علىّ أحسن رد ، ورحب بي فجلستُ عنده وباحثته في القران فإذا هو ماهر فيه ، ثم فاتحته بالفقه والنحو وعلم المنقول وأشــعار العــرب فإذا هو كامل الأدب . فقلت : هذا والله مما يقوي عزمي على تقطيع الكتاب . قــــال : فكنتُ أختلف إليــه وأزوره فجئتُ يوماً لزيارته فإذا بالكتاب مغلق ولم أجده فسألت عنه فقيل مات له ميت فحزن عليه وجلس في بيته للعزاء فذهبتُ إلى بيتــه وطرقتُ البــاب فخرجتْ إليّ جاريــة . وقالت لي: ما تريد ؟ قلت : سيدك ! . . فدخلتْ وخرجتْ ثم قالت: باسم الله ( أي تفضل) ، فدخلت إليه وإذا به جالس فقلت : عظم الله أجرك لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة كل نفس ذائقة الموت فعليك بالصبر ، ثم قلت له: هذا الذي توفى لك ولدك ؟ قال : لا ، قلت : فوالدك؟ قال: لا ، قلت: فأمك ؟ قال: لا ، قلت: فزوجتك؟ قال: لا ، فقلت: وما هو منك ؟ قال : حبيبتي ،. . . فقلت في نفسي هذه أوّل المناحس. . فقلت: سبحان الله النساء كثير وستجد غيرها ، فقال : أتظن أني رأيتها ؟ . . . قلت في نفسي هذه منحسة ثانية ، ثم قلت: وكيف عشقت من لم تر ؟ فقال: اعلم أني كنت جالساً في هذه المكان وأنا أنظر من الطاق إذ رأيت رجلاً عليه برد وهو يقول : يا أم عمـرو جزاك الله مكرمة . . ردي علـيّ فــؤادي أينما كانــا لا تأخذيــن فــؤادي تلعبين بــه . . فكيف يلعب بالإنسان إنسانـــا فقلتُ في نفسي لولا أن أم عمرو هذه ما في الدنيــا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر فعشقتها فلما كان منذ يومين مر ذلك الرجل بعينه وهو يقول : لقد ذهب الحمـــار بأم عمرو . . فلا رجعت ولا رجع الحمــار فعلمتُ أنها ماتت فحزنتُ ، وأغلقتُ المكتب ، وجلستُ في الدار . فقلتُ (الكلام للجاحظ): يا هذا إني كنتُ ألفت كتاباً في نوادركم يا معشر المعلمين وكنتُ حين صاحبتك عزمت على تقطيعه والآن قــد قــويت عزمي على إبقائــه وأول مــا أبــدأ بك. * * * *