بسم الله الرّحمن الرّحيم السلام عليكم ورحمة الله نقطة .. وسطر جديد عندما تنتهي بنا الجملة - أثناء الكتابة - في نهاية السّطر نضع نقطة ثم ننتقل إلى سطر جديد. نقوم بهذه العملية بشكل تلقائي ، ودون تعنت منا في رصّ الحروف على السطرِ الأولِ ، وذلك لأننا أدركنا - تمام الإدراك - أن السطر لم يعد يتسع لحرف جديد ، وما عاد يحتمل من الكلمات ما يشكّل جملة مفيدة ذات معنى جميل ، فيأتي السّطر الثاني بمثابة فرصة ثَمينة تهب حروفنا الحياة من جديد ! لكن ؛ ماذا لو أصرّت الحروف على أن تكتب كلها على السطرِ الأولِ وانصاع القلم لرغبتها ؟ فراح سنّ القلم يقطع المسافة بين أول السّطرِ وآخره جيئة وذهابا بحثا عن فرْجة يدسّ فيها حروفه ، ترى هل سيتحقّق له ما يريد ؟ النقطة والسطر الجديد وإصرار الحروف على ألا تبرح السطر الأوّل تذكرني بتجارب الماضي الفاشلة التي تخيّم بقتمتها على قلوب البعضِ ، فينغَمسون فيها حدّ الغرق ! أسرى هم لأحزانهم وإحباطاتهم ، وإذا ناداهم مناد الأملِ أشاحوا بوجوههم عنه ، وأصمّوا آذانهم ، ثم مضوا مهروِلين إلى حيث يقبعون دائما في تلك الزاوية الكئيبة في غرفهم المنزوية، لا يقوون على فعل شيء سوى البكاء والنحيب على ما فات ، والأسى على ما هو آت ، مكبلين بالعجز وقلة الحيلة وسوء التدبير ! نظرهم قصير المدى وفي اتجاه واحد - كأن داء التصلب أصاب رقبتهم - ، وإذا سألتهم : ماذا ترون ؟ أجابوك : السّواد يبسط رداءه على كل شيء ، فلا نرى شيئا ! حرموا أنفسهم بأنفسهم متعة المحاولة الجادة للبدء من جديد ، حينما أساؤوا الظن بالله - جلَّ جلاله - ولم يفقهوا قوله تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ..." الرعد : 11 لا أعلم كيف يقاس النجاح عند بني الدُنيا ، وبم يقاس الفشل ؟ لكنّني على يقين أنه لا يوجد نجاح مطلق أو فشل مطلق في هذِه الحياة بل تجارب وخبرات .. فكم من تجربة فاشلة جعلَتنا نَقف مع أنفسنا وقفة تفكر وتدبر ، وكم من تجربة قاسية كانت السبب في أن نتعلم سرا جديدا من أسرارِ النجاح ..! نعم ؛ فما كان سرا بالأمسِ أصبح اليوم من أبجدياتنا ، ولليوم سّره الذي لم يكتشف بعد ، حتى إِذا ما تم اكتشافَه - بتوفيق من الله - تقدمنا خطوة في درب الفلاحِ ، وهكذا ... فالتجارب الفاشلة لا تنتهي إلا بانتهاء الأجل ، لكنها تقل بزيادة الوعي والخبرة ، ولا تكتسب الخبرة إلا بِسبرِ أغوارِ الحياة ، وخوض التجارب والتعلم منها ، ومن ثم تجاوزها لما بعدها بتحد وإيمان كبيرين وقلب لا يعرف الحقد.. ....
فالتجارب الفاشلة لا تنتهي إلا بانتهاء الأجل ، لكنها تقل بزيادة الوعي والخبرة ، ولا تكتسب الخبرة إلا بِسبرِ أغوارِ الحياة ، وخوض التجارب والتعلم منها ، ومن ثم تجاوزها لما بعدها بتحد وإيمان كبيرين وقلب لا يعرف الحقد.. كل الشكر لكي موضوع ولا اروع تحياتي لكِ