نقطة .. وسطر جديد

الموضوع في 'قسم تطوير الذات' بواسطة ضفاف الروح, بتاريخ ‏19 ديسمبر 2009.

  1. ضفاف الروح

    ضفاف الروح .:. الإدارة العليا .:.

    بسم الله الرّحمن الرّحيم

    السلام عليكم ورحمة الله




    نقطة .. وسطر جديد





    عندما تنتهي بنا الجملة - أثناء الكتابة - في نهاية السّطر نضع نقطة ثم ننتقل إلى سطر جديد.

    نقوم بهذه العملية بشكل تلقائي ، ودون تعنت منا في رصّ الحروف على السطرِ الأولِ ، وذلك لأننا أدركنا - تمام الإدراك - أن السطر لم يعد يتسع لحرف جديد ، وما عاد يحتمل من الكلمات ما يشكّل جملة مفيدة ذات معنى جميل ، فيأتي السّطر الثاني بمثابة فرصة ثَمينة تهب حروفنا الحياة من جديد !
    لكن ؛ ماذا لو أصرّت الحروف على أن تكتب كلها على السطرِ الأولِ وانصاع القلم لرغبتها ؟

    فراح سنّ القلم يقطع المسافة بين أول السّطرِ وآخره جيئة وذهابا بحثا عن فرْجة يدسّ فيها حروفه ، ترى هل سيتحقّق له ما يريد ؟

    النقطة والسطر الجديد وإصرار الحروف على ألا تبرح السطر الأوّل تذكرني بتجارب الماضي الفاشلة التي تخيّم بقتمتها على قلوب البعضِ ، فينغَمسون فيها حدّ الغرق !

    أسرى هم لأحزانهم وإحباطاتهم ، وإذا ناداهم مناد الأملِ أشاحوا بوجوههم عنه ، وأصمّوا آذانهم ، ثم مضوا مهروِلين إلى حيث يقبعون دائما في تلك الزاوية الكئيبة في غرفهم المنزوية، لا يقوون على فعل شيء سوى البكاء والنحيب على ما فات ، والأسى على ما هو آت ، مكبلين بالعجز وقلة الحيلة وسوء التدبير !

    نظرهم قصير المدى وفي اتجاه واحد - كأن داء التصلب أصاب رقبتهم - ، وإذا سألتهم : ماذا ترون ؟ أجابوك : السّواد يبسط رداءه على كل شيء ، فلا نرى شيئا !

    حرموا أنفسهم بأنفسهم متعة المحاولة الجادة للبدء من جديد ، حينما أساؤوا الظن بالله - جلَّ جلاله - ولم يفقهوا قوله تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ..." الرعد : 11


    لا أعلم كيف يقاس النجاح عند بني الدُنيا ، وبم يقاس الفشل ؟

    لكنّني على يقين أنه لا يوجد نجاح مطلق أو فشل مطلق في هذِه الحياة بل تجارب وخبرات ..

    فكم من تجربة فاشلة جعلَتنا نَقف مع أنفسنا وقفة تفكر وتدبر ، وكم من تجربة قاسية كانت السبب في أن نتعلم سرا جديدا من أسرارِ النجاح ..!

    نعم ؛ فما كان سرا بالأمسِ أصبح اليوم من أبجدياتنا ، ولليوم سّره الذي لم يكتشف بعد ، حتى إِذا ما تم اكتشافَه - بتوفيق من الله - تقدمنا خطوة في درب الفلاحِ ، وهكذا ...

    فالتجارب الفاشلة لا تنتهي إلا بانتهاء الأجل ، لكنها تقل بزيادة الوعي والخبرة ، ولا تكتسب الخبرة إلا بِسبرِ أغوارِ الحياة ، وخوض التجارب والتعلم منها ، ومن ثم تجاوزها لما بعدها بتحد وإيمان كبيرين وقلب لا يعرف الحقد..


    ....
     
  2. alaswani

    alaswani New Member

    موضوع رائع
    يعطيك العافيه
     
  3. Dr.cute

    Dr.cute New Member


    فالتجارب الفاشلة لا تنتهي إلا بانتهاء الأجل ، لكنها تقل بزيادة الوعي والخبرة ، ولا تكتسب الخبرة إلا بِسبرِ أغوارِ الحياة ، وخوض التجارب والتعلم منها ، ومن ثم تجاوزها لما بعدها بتحد وإيمان كبيرين وقلب لا يعرف الحقد..



    كل الشكر لكي موضوع ولا اروع

    تحياتي لكِ
     
  4. عيسى الراجحي

    عيسى الراجحي مراقب عام

    ملكة سبأ

    تميزك موجود اينما ذهبنا... وموضوعك في قمة الروعة

    بالتوفيق ايتها الغالية
    ودي واحترامي
     
  5. ضفاف الروح

    ضفاف الروح .:. الإدارة العليا .:.

    الشكر لكل من كان هنا

    وزاد الموضوع بهاء بحضوره وحروفه المضيئه



    تحياتي لكم
     

مشاركة هذه الصفحة