بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل منا ينظر إلى الإلتزام بمفهومه الخاص قد يكون صائبا و قد يكون خاطئا و قد يكون بين هذا و ذاك و لكن في ظل كل هذه المأثرات التي نعيشها حاليا هل هناك فعلا إلتزام حقيقي و هل المسلم يعيش الحياة التي كان يعيشها السلف الصالح و ما هو المعنى الحقيقي لإلتزام المسلم هل هو في مظهره و شكله فقط أم في جوهره و قلبه فقط و هل يستطيع أن يجمع بين هذا و ذاك في مجتمع الماديات المحضة و المغريات الكثيرة أو يلتزم بالقدر القليل و كيف يمكن للمسلم أن يوازن و يظهر الصورة الحقيقية للإلتزام و الصورة المشرفة للإسلام و هل ترى في نفسك المسلم الملتزم الحقيقي أتمنى أن أسمع آراؤكم القيمة إخوتي و أخواتي الأفاضل في الموضوع و لنكن موضوعيين بقدر المستطاع بارك الله فيكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مواضيعك قيمة غاليتي وحتى الحوارية منها .. وصدقتي .. يجب أن نكون موضوعيين وواقعيين .. أولا ما أعتقده أن الالتزام يبدأ في القلب والجوهر ولكن لا بد أن يظهرتأثيره على المظهر الخارجي .. هذا أمر طبيعي .. لأن ديننا شامل ومتكامل فهو بذلك يشمل الظاهر والمضمون .. وإذا لم يحدث ذلك فأكيد أن هناك خللا ما .. والإسلام هودين مناسب لأي زمان ومكان .. فنحن بذلك نستطيع أن نكون ملتزمين بالرغم من مغريات الحياة والتغير أو التطور فيها .. لكن ربما يكون الوضع أصعب .. لأن في آخر الزمان يكون القابض على دينه كالقابض على الجمر .. لكن هل حاولنا أن نلتزم بحق ..!!!! هل حاولنا اتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بحق ..!!! أم أننا نأخذ من الدين ما يعجبنا فقط ..!!!! هنا تكمن المشكلة .. الإسلام مناسب لأي واقع نعيشه .. ولكن ماهو حجم الإيمان في قلوبنا ..؟؟ وأعتقد ليس من الصعب أن نظهر صورة الالتزام .. بعباداتنا وأخلاقنا وتعاملنا ... ليس صعب .. بالعكس لو رأى الناس الصورة الحقيقية للإسلام فينا لأعجبوا بديننا العظيم .. بالنسبة لي .. أعترف أني مقصرة كثيرا .. ولكني أحاول جاهدة إلى أن أكون مسلمة قلبا وقالبا .. وأسعى إلى تغيير أمور في حياتي تتعارض مع الالتزام .. أرجو أن أكون أعطيت الموضوع حقه في الإجابة .. بارك الله فيك غاليتي .. اسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده الصالحين الأتقياء ..
الفاضلة مزاج موضوعك في غاية الأهمية وأحببت أن أطرح وجهة نظري وأرجوا أن تتقبلوها.. الحديث عن مفهوم الإلتزام حديث مهم ويستحق العرض والمناقشة.. قد لا أكون أهلا للحديث عنه..إنما سأتحدث عن مجموعة من الملاحظات الملموسة لمفاهيم أوجدت في نفوس المسلمين عن الالتزام... فأصبح المسلمون فيها على طرفي نقيض. وكما أعتقد أن الإلتزام هو مع الله... ونتيجة لإلتزامك مع الله سيظهر حسن تعاملك مع الناس.. والإلتزام هو التزام الباطن الذي ينعكس بدوره على الظاهر... فإن كل مسلم مطالب بالاستقامة على الدين وتصبير النفس ومجاهدتها على ذلك، قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ. وفي الحديث أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مرني في الإسلام بأمر لا أسأل عنه أحدا بعدك، قال: قل آمنت بالله ثم استقم. من الملاحظ أن هناك خلل في مفهوم الإلتزام عند غالبية المسلمين بسبب عدم الربط بين التزام الظاهر والتزام الباطن.. مع انه بكل حال من الاحوال لايمكن الفصل بين التزام الظاهر والباطن فكلاهما يكمل الاخر.. والالتزام الحقيقى هو أن تعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فإنه يراك.. فاإذا أيقن الإنسان هذا المعنى فيكون ملتزما فى الأقوال والأفعال إن شاء الله. للأسف إن مفهوم الإلتزام عند الكثيرين من الملتزمين (دينياً) يرقى الى درجة التعصب والإنغلاق الفكري وعدم تقبل الطرف الآخر.. ويسيئ نظرة الاخرين الى الاسلام بهذه التصرفات الشاذة.. فالكلمة الطيبة كما يقولون تكسر الحجر.. وقد نرى ان بعض المتزمتين وليس الملتزمين كما اعتبرهم اذا نشأ خلاف بينه وبين أحد قد يصل في اعتقاده وتفكيره الى تكفير هذا الشخص وكأنه اصبح يمتلك الحق في تكفير الاخرين او ان بيده مفاتيح الجنة والنار.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام ..دمه وماله وعرضه ) نستفيد من الحديث الشريف أن التقوى في القلب وليست في مظاهر او أشياء اخرى وربما لو استخدمنا الاسلوب الصحيح لوصلنا إلى قلوب الناس بشكل أفضل.. قد أكون خرجت قليلا عن إطار الموضوع ولكن لمجرد التوضيح.. والالتزام الحق هو طريق النجاح في الدارين..ما أروع أن يكون الملتزمون في القمة دائماً في كل مجال..فالنجاح الذي يحققة أي إنسان في أي مجال يجعله قدوة ومثال يحتذى به وبذلك تدعو الناس لدين الله دون أن تجهد نفسك.. وعندما يرى الاخرون صورة الإسلام الحقيقية فينا سيعجبون بديننا العظيم.. وبالنسبة لي فأنا مقصر كل التقصير.. ونسأل الله أن يثبتنا على دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.. جزاك الله خيرا على موضوعك الرائع ووفقك لما يحب ويرضى.. لك ودي